الأحد، 3 أبريل 2011

الزواج الصحراوي ..


لهذه الرابطة الأسرية بالأقاليم الصحراوية طقوس وقواعد مألوفة صاحبت الإنسان الصحراوي طيلة حياته البدوية، وصانها بنوع من التقديس وأحاطها بسياج من الاهتمام. وظل الأمر على ما هو عليه ما أقام بالصحراء حيث كانت مدة احتفال الزواج تستغرق سبعة أيام كاملة، ثم ما لبثت أن تغيرت بتغيرات ظروف سكناه ومعيشته وتمدنه إلى ثلاثة أيام، وتحولت أخيرا على حفل ساهر قد يستغرق ليلة واحدة بطقوس مختلفة ومحددة. وتجدر الإشارة إلى أن الزواج يختلف في طقوسه ومراسيمه من قبيلة لأخرى، بل نلاحظ أحيانا بعد الاختلاف حتى داخل القبيلة، أي من أسرة لأخرى، بل نلاحظ أحيانا بعد الخطوط غير المتقاربة بشكل كبير. وسنحاول ذكر أهمها دون المرور على الجزيئات التي يبقى الخيار لمعرفتها للبحث الميداني،

لخطوبة


أهم ميزة للخطوبة أنها كانت تتم عن طريق أم الفتى التي تختار له الفتاة المرشحة، وقد لا يكون على معرفة مسبقة بها قبل الإقدام على طلب يد الفتاة ثم تبدأ الاتصالات بين الأسرتين بهذا الخصوص ويتأكد الأمر. ونشير في هذه النقطة إلى شيئين لهما دلالة هامة.
الأول: مدى طاعة الابن لوالديه وقبوله لما رشحاه   له ولو تعلق الأمر بشريكة العمر.
ثانيا: نلاحظ ما يطبع الإبن من حياء حيث لا يمكنه أن يجاهر أباه برغبته في الزواج إلا عن طريق وسيط وهو الأم بالدرجة الأولى.
وغالبا ما يكون الاقتراح والقبول مبني على اعتبارات قبلية نظرا لدور الزواج في التلاحم الأسري والقبلي.

المهـر

لا يتم الاتفاق بشأنه بين عائلتي العروسين لأنه يبقى من شيم الكرم والمروءة والفخر باعتباره مودة وتقدير لا ثمنا يدفع مقابل شراء بضاعة. ويقدم بعد عقد القران في اليوم الذي اتفق عليه ليكون يوم الاحتفال بالزواج. ويوتى به في موكب حاشد ترافقه الأغاني والزغاريد وإيقاع الطبول ولعلعة الرصاص.



وفي ذاك المساء قبل زفاف العروس تقوم "لمعلمة" وهي الصانعة التقليدية وبعض النسوة بتزيين العروس وتشكيل ضفائرها بشتى أنواع الحلي بمختلف الروائح الطيبة المصنوعة محليا ويتضمن مسحوق الأعشاب العطرة كالخميرة وإرسوس، .....بمحامل الطيب المسماة: لحفايظ، وتزين نحرها بالقلائد المشكلة من الأحجار الكريمة والفضة والذهب، كالصرع والكلادة والبغداد وغير ذلك، كما تحلي معصميها بالأساور المسماة الليات والأرساغ وتضع في رجليها الخلاخل الفضية الراقية الصنع العالية الثمن التي أبدع الصانع التقليدي في اتقانها.

وتقام مراسيم الزفاف في بيت الزوجة ثم تزف إلى زوجها محمولة إلى خيمة تؤسس لهذه الغاية على بعد خطوات من الساكنة تسمى خيمة الرك وتعزف لها أغاني جيدة تنطوي على تربية ونصائح ووصايا تعينها على حياتها الجديدة.  ومن أهم تلك الأغاني قولهم في النصيحة


  ڭلب امنادم هوساس                                          فهل الدني هو عينيه
وال ما عس اهل الراس                                     ما يجبر حد اعس عليه


وكانت مدة الزفاف سبعة أيام لا تمكث فيها العروس جنب زوجها إلا بضع ساعات لمعية مجموعة الطبل والمتفرجين ثم تعود من حيث أتت على أن تكرر العملية في الليالي القادمات مت لم تستغل غفلة أصحاب العريس عنها ليلة ما فلا تعود بل تظل مختبئة عند بعض صويحباتها عن أعين رقباء العريس ولا تروح إليه ليلة ما لم يعثر عليها.



وتسمى هذه الليلة: ليلة الترواغ وتنطوي الخالة على نوع من استجلاء شوقه لعروسه ومدى اهتمام أصحابه ويقظتهم حتى لا تفوز عليهم النسوة بتدبير هذه المكيدة. ….ولما تغيرت مدة الزفاف واقتصرت على يوم وليلة أو ليلتين لم يعد لهذه العادة أثر وأصلح الزفاف لا يعدو أن بكون ساهرا لليلة واحدة أو ليلتين لم يعد لهذه العادة أثر وأصبح الزفاف لا يعدو أن يكون حفلا ساهر لليلة واحدة يتناول فيها الجنسان طعام العشاء عند أهل العروس على أن يصلهم ادفوع عصرا وتقضي العروس ليلتها صحبة زوجها آخر المطاف في فندق فاخر وفي اليوم الموالي أو الذي يليه ترتحل …إلى دار الأصهار أو منزلها الخاص لتستأنف حياتها الزوجية الجديدة.


وللتذكير فقد كانت العروس لا ترحل من بيت أبويها حتى تجنب ولدا أو ولدين ويكنى عن ذلك بقولهم: إتعادلْ إشڭوڭها بمعنى تعادل شقيها أي حتى تتمرس على تربية  الأبناء وتحمل أعباءهم وتكتسب  خبرة في ذلك من منشئها قبل أن تغادره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق